أظهرت أحدث إحصاءات لهيئة التبادل المدرسي الألمانية أن نحو 7400 تلميذ ألماني شاركوا خلال العام الدراسي 2009- 2010 في برامج التبادل المدرسي مع بلدان أخرى، وأن غالبيتهم العظمى يفضلون الذهاب إلى الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلاندا واستراليا وبريطانيا ثم تأتي فرنسا واسبانيا في مرحلة لاحقة من الترتيب، بينما لا يتجاوز عدد التلاميذ الألمان الذين يختارون التوجه إلى بلدان عربية بضع عشرات، ويتعلق الأمر بمصر فقط.
ويثير ضعف التبادل المدرسي بين ألمانيا والبلدان العربية تساؤلات حول أسبابه، وفي هذا السياق يعتقد ميشائيل بال مسؤول العلاقات العامة بمؤسسة التبادل الثقافي"ا.إف. إس" AFS أن ضعف التبادل المدرسي مع العالم العربي ليس مرده إلى "عدم وجود رغبة لدى التلاميذ الألمان في السفر إلى البلدان العربية وإنما بسبب عدم معرفتهم بفوائدها وغياب شركاء في الدول العربية يمكن الاعتماد عليهم لتنظيم الرحلات المتبادلة بين التلاميذ الألمان والعرب".
تجربة "مفيدة "مع مصر لكنها محدودة
المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أثناء زيارة لمدرسة في الكويت عام 2005
وتقتصر تجربة التبادل المدرسي بين ألمانيا والعالم العربي على مصر، إذ تعود هذه التجربة إلى نحو ربع قرن لكنها تظل محدودة من حيث العدد، ورغم ذلك يبدي مسؤولو مؤسسة التبادل الثقافي "ا.إف. إس" وهي شبكة عالمية للتبادل المدرسي ارتياحهم لنتائجها ويعتبرونه "مثمرا وإيجابيا" كما يقول مسؤول العلاقات العامة بفرع المؤسسة في ألمانيا، مقرها هامبورغ، في حوار مع دويتشه فيله. وأكد بال "لدينا تجربة جيدة وشركاء متميزين في مصر ويبدي التلاميذ الألمان اهتماما متزايدا بالذهاب إلى مصر، وما يروونه عن تجاربهم خلال الرحلات التي يقومون بها بأنها مثيرة للإعجاب".
وحول تفسيره للعوامل المشجعة على تنظيم رحلات مع بلد مثل مصر "اكتشاف ثقافة البلد عن قرب" من خلال قضاء التلميذ فترة تدوم أسابيع أو أشهر أحيانا كضيف لدى أسرة التلميذ الذي يتبادل معه الزيارة، وأضاف بال بأن هذا النوع من التبادل "يمكن أن يساهم في تبديد الأحكام المسبقة". وفي تفسيره لأسباب ضعف عدد التلاميذ الألمان الذين يختارون مصر أو بلدان عربية أخرى كوجهة أوضح بأن الاختيارات التي تطرح أمام التلاميذ الألمان متنوعة وغنية جدا، مشيرا إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ولاحظ بأن السبب الرئيسي يعود إلى عدم التعريف بفوائد التجربة القائمة حاليا مع مصر. وحسب دراسة أعدتها هيئة التبادل المدرسي الألمانية فإن الفضول والرغبة في معرفة الثقافات الأخرى واعتبارات المستقبل المهني وجاذبية بعض اللغات، خصوصا الإنجليزية، تساهم في تحديد اختيارات التلاميذ الألمان للبلدان التي يقصدونها ضمن برامج التبادل المدرسي.